بسم الله الرحمن الرحیم

قصد قربت در عبادات

فهرست علوم
فهرست فقه
مشروعيّة عبادات الصبيّ‌
هوش مصنوعی
قصد در مباحث فقهی
النیة شرط او شطر؟-ایجاد شده توسط: حسن خ
نیت روزه و زمان آن






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Wednesday - 8/10/2025 - 4:35

نیت در وضو-قصد قربت

النهایة فی مجرد الفقه و الفتاوی، ص 15

و النيّة في الطّهارة واجبة. و متى نوى الإنسان بالطّهارة القربة، جاز أن يدخل بها في صلوات النّوافل و الفرائض. و لا يحتاج الى استيناف الطّهارة للفرض.



غنیة النزوع، ج 1، ص 53-54
و النية هي أن يريد المكلف الوضوء لرفع الحدث و استباحة ما يريد استباحته به من صلاة أو غيرها مما يفتقر إلى طهارة طاعة لله و قربة إليه. اعتبرنا تعلق الإرادة برفع الحدث، لأن حصوله مانع من الدخول فيما ذكرناه من العبادة. و اعتبرنا تعلقها باستباحة العبادة، لأن ذلك هو الوجه الذي لأجله أمر برفع الحدث، فما لم ينوه لا يكون ممتثلا للفعل على الوجه الذي أمر به لأجله. و اعتبرنا تعلقها بالطاعة لله تعالى، لأن بذلك يكون الفعل عبادة. و اعتبرنا القربة إليه سبحانه - و المراد بذلك طلب المنزلة الرفيعة عنده بنيل ثوابه، لا قرب المسافة، على ما بيناه فيما مضى من الأصول - لأن ذلك هو الغرض المطلوب بطاعته، الذي عرضنا سبحانه بالتكليف له. و اعتبار القربة في النية عبادة في نفسه، أمر الله تعالى به، و مدح على فعلها، و وعد سبحانه عليه الثواب. و دليل الأمر بها قوله تعالى (وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ‌) ، و قوله تعالى (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ‌ آمَنُوا ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ‌ وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ‌ تُفْلِحُونَ‌) لأن المعنى إما أن يكون افعلوا ذلك على رجائكم الفلاح به، و إما أن يكون افعلوه لكي تفلحوا. و دليل مدحه سبحانه على ذلك و وعده الثواب عليه قوله (وَ مِنَ‌ الْأَعْرٰابِ‌ مَنْ‌ يُؤْمِنُ‌ بِاللّٰهِ‌ وَ الْيَوْمِ‌ الْآخِرِ وَ يَتَّخِذُ مٰا يُنْفِقُ‌ قُرُبٰاتٍ‌ عِنْدَ اللّٰهِ‌ وَ صَلَوٰاتِ‌ الرَّسُولِ‌ أَلاٰ إِنَّهٰا قُرْبَةٌ‌ لَهُمْ‌ سَيُدْخِلُهُمُ‌ اللّٰهُ‌ فِي رَحْمَتِهِ‌) فأخبر سبحانه عن باطنهم و ما نووه من التقرب بالطاعة إليه، و مدحهم على ذلك، و وعدهم الثواب عليه. فإن كان الوضوء واجبا، بأن يكون وصلة إلى استباحة واجب تعين، نوى وجوبه على الجملة، أو الوجه الذي له وجب، و كذا إن كان ندبا، ليميز الواجب من الندب، و يوقعه على الوجه الذي كلف إيقاعه عليه.

اجوبة المسائل المهنائیة، ص 89-90

مسألة (140) [بطلان عمل من يقوم بالواجبات رجاء الثواب و خوف العقاب] ما يقول سيدنا في من يقوم بالواجبات على الوجه الذي حسنت لأجله و هو رجاء الثواب و خوف العقاب، لم حكمتم ببطلانها إذا أتى بها على هذا الوجه، لم لا يكون صحيحة لأن اللّه سبحانه قد صرح بذلك فقال «لِمِثْلِ‌ هٰذٰا فَلْيَعْمَلِ‌ الْعٰامِلُونَ‌» و قال «وَ فِي ذٰلِكَ‌ فَلْيَتَنٰافَسِ‌ الْمُتَنٰافِسُونَ‌» و قال علي عليه السلام «قوم عبدوا اللّه رغبة فتلك عبادة التجار، و قوم عبدوا اللّه رهبة فتلك عبادة العبيد» و هذا معنى الحديث و ان كان اللفظ مخالفا، فصرح سبحانه في الآيتين المذكورتين بأن العبادة لما ذكر من الثواب، و لم يحكم أمير المؤمنين عليه السلام ببطلان العبادة على هذين الوجهين، فلم لا تكون صحيحة إذا أتى بها على هذا الوجه،  و بأي شيء تأولون عن الآيتين الكريمتين و عن قول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام. اكشف لعبدك عن هذا الأمر كفاك اللّه حوادث الدهر. الجواب اتفقت العدلية على أن من فعل فعلا لطلب الثواب أو لخوف العقاب فإنه لا يستحق بذلك ثوابا، و الأصل فيه أن من فعل فعلا ليجلب نفعا أو يدفع عنه ضررا به فإنه لا يستحق به المدح على ذلك و لا يسمى من أفاد غيره شيئا ليستعيض عن فعله جوادا، فكذا فاعل الطاعة لأجل الثواب أو لدفع العقاب. و الآيتان لا ينافيان لما قلناه، لان قوله تعالى «لِمِثْلِ‌ هٰذٰا فَلْيَعْمَلِ‌ الْعٰامِلُونَ‌» لا يقتضي أن يكون غرضهم بفعلهم مثل هذا، و كذا في قوله تعالى «فَلْيَتَنٰافَسِ‌ الْمُتَنٰافِسُونَ‌» ، لعدم دلالتهما عليها.



القواعد و الفوائد في الفقه و الاصول و العربية، ج‏1، ص: 76
الفائدة الثانية «1» معنى الإخلاص: فعل الطاعة خالصة لله وحده.
و هنا غايات ثمان:
الأولى: الرياء، و لا ريب في «2» أنه يخل بالإخلاص. و يتحقق الرياء بقصد مدح الرائي، أو الانتفاع به، أو دفع ضرره.
فان قلت: فما تقول في العبادات المشوبة بالتقية؟
قلت: أصل العبادة واقع على وجه الإخلاص، و ما فعل منها تقية فإن له اعتبارين: بالنظر إلى أصله، و هو قربة، و بالنظر إلى ما طرأ من استدفاع الضرر، و هو لازم لذلك، فلا يقدح في اعتباره. أما لو فرض إحداثه صلاة- مثلا- تقية فإنها من باب الرياء.
الثانية: قصد الثواب، أو الخلاص من العقاب، أو قصدهما معا.
الثالثة: فعلها شكرا لنعم الله و استجلابا لمزيده.
الرابعة: فعلها حياء من الله تعالى.
الخامسة: فعلها حبا لله تعالى.
السادسة: فعلها تعظيما لله تعالى و مهابة و انقيادا و إجابة.
السابعة: فعلها موافقة لإرادته، و طاعة لأمره.
الثامنة: فعلها لكونه أهلا للعبادة. و هذه الغاية مجمع على كون‏
__________________________________________________
 (1) في (ك) و (م) و (أ): فائدة (من غير رقم) و لعل ما أثبتناه هو الصواب، لأنه يوافق عدد الفوائد المذكورة في هذه القاعدة، كما أنه يوافق الترقيم الوارد في (ك) من الفائدة العشرين و ما بعدها.
 (2) زيادة من (ح) و (م).

القواعد و الفوائد في الفقه و الاصول و العربية، ج‏1، ص: 77
العبادة تقع بها معتبرة، و هي أكمل مراتب الإخلاص، و إليه أشار الإمام الحق أمير المؤمنين عليه الصلاة و السلام بقوله: (ما عبدتك طمعا في جنتك، و لا خوفا من نارك، و لكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك) «1».
و أما غاية الثواب و العقاب فقد قطع الأصحاب «2» يكون العبادة فاسدة بقصدها. و كذا ينبغي أن تكون غاية الحياء و الشكر و باقي الغايات.
و الظاهر أن قصدها مجز، لأن الغرض بها في الجملة، و لا يقدح كون تلك الغايات باعثا على العبادة، أعني: الطمع، و الرجاء، و الشكر و الحياء، لأن الكتاب و السنة مشتملتان على المرهبات: من الحدود، و التعزيرات، و الذم، و الإيعاد بالعقوبات، و على المرغبات: من المدح و الثناء في العاجل و الجنة و نعيمها في الآجل.
و أما الحياء فغرض مقصود، و قد جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه و آله: (استحيوا من الله حق الحياء) «3» و (أعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فإنه يراك) «4». فإنه إذا تخيل الرؤية انبعث على الحياء و التعظيم و المهابة.
و عن أمير المؤمنين عليه السلام- و قد قال له ذعلب اليماني- بالدال‏
__________________________________________________
 (1) لم أعثر على هذا في المراجع المتقدمة عن عصر المؤلف، و إنما رواه مرسلا كل من الفيض الكاشاني في- الوافي: 3- 70، و المجلسي في- مرآة العقول: 2- 101 (بتقديم و تأخير بين بعض فقراته).
 (2) انظر: العلامة الحلي- المسائل المهنائية: ورقة 29 ب، و 32- 33 (مخطوط بمكتبة السيد الحكيم العامة في النجف، ضمن مجموع برقم 1107).
 (3) انظر: صحيح الترمذي: 9- 281.
 (4) انظر: المتقي الهندي- كنز العمال: 2- 6، حديث: 124.

القواعد و الفوائد في الفقه و الاصول و العربية، ج‏1، ص: 78
المعجمة المكسورة، و العين المهملة الساكنة، و اللام المكسورة-: (هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام: أ فأعبد ما لا أرى؟؟
فقال: و كيف تراه؟ فقال: لا تدركه العيون بمشاهدة الأعيان، و لكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان، قريب من الأشياء غير ملامس «1» بعيد منها غير مباين، متكلم بلا روية «2»، مريد لا بهمة، صانع لا بجارحة، لطيف لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة، تعنو الوجوه لعظمته، و توجل القلوب من مخافته) «3».
و قد اشتمل هذا الكلام الشريف على أصول صفات الجلال و الإكرام التي عليها مدار علم الكلام، و أفاد أن العبادة تابعة للرؤية، و تفسير معنى الرؤية، و أفاد الإشارة إلى أن قصد التعظيم بالعبادة حسن و إن لم يكن تمام الغاية. و كذلك الخوف منه تعالى.



إقبال الأعمال (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 635
فصل فيما نذكره من كيفية النية فيما يصام من رجب و غيره من الأوقات المرضية
اعلم أنا كنا ذكرنا في كتاب المضمار من تحرير النيات للصيام ما فيه كفاية لذوي الأفهام و نقول هاهنا إن من شروط الصيام و المهام أن تكون ذاكرا قبل دخولك في الصيام أن المنة لله جل جلاله عليك في استخدامك في الشرائع و الأحكام و تأهيلك لما لم تكن له أهلا من الإنعام و الإكرام و سعادة الدنيا و دار المقام فأنت تعرف من نفسك أنه لو استحضرك بعض الملوك المعظمين و شغلك بمهماته و كلامه يوما طول النهار بين الحاضرين سهل عليك ترك الطعام و الشراب في ذلك اليوم لأجله و اعتقدت أن المنة له عليك حيث أدخلك تحت ظله و شملك بفضله مع علمك أن الملك ما خلقك و لا رباك و لا خلق لك دنياك و لا أخراك فلا يحل في العقل و النقل أن يكون الله جل جلاله دون أحد من عباده و قد قام لك بما لم يقدر عليه غيره من إسعاده و إرفاده و متى نقصت [نقضت‏] الله جل جلاله في صومك عما تجده في خدمة الملك من نشاطك و سرورك و اهتمامك و اعتقاد المنة له في إكرامك و الذنب لك إن ضاع منك صوم نهارك و تكون أنت قد هونت بالله جل جلاله و عملت ما يقتضي هجرانه لك و غضبه عليك و استعادة ما وهبك من مسارك و مبارك و طول أعمالك أقول و إن اشتبه عليك صوم إخلاص النيات بصوم الرياء و الشبهات فاعتبر ذلك بعدة إشارات منها أن تعرض على نفسك حضور الإفطار في ذلك النهار بمحضر الصائمين من الأخيار فإن وجدت نفسك تستحيي [مستحيا] من مشاهدتهم لإفطارك بين الصيام فاعلم أن في صومك شبهة تريد بها التقرب إلى قلوب الأنام و منها أن تعتبر نفسك أيما أسر لها و أحب إليها أن يطلع الله جل جلاله وحده عليها أو تريد أن يعلم بها و يطلع عليها مع الله تعالى سواه ممن يمدحها أو [و] ينفعها اطلاعه في دنياه فإن وجدت نفسك تريد مع اطلاع الله عز و جل على صيامك معرفة أحد غير الله تعالى بصومك‏

إقبال الأعمال (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 636
ليزيد في إكرامك أو وجدت اطلاع أحد على صومك أحلى في قلبك من اطلاع ربك فاعلم أن صومك سقيم و أنك عبد لئيم و منها أنك تعتبر نفسك في صومها [في يومها] هل تجدها مع كثرة الصائمين هي أنشط في الصوم لرب العالمين و مع قلة الصائمين أو عدمهم هي أضعف و أكسل عن الصوم لمالك يوم الدين فإن وجدتها تنشط للصوم عند صومهم و تتكاسل عند إفطارهم فاعلم أنك تصوم طلبا لموافقتهم و تبعا لإرادتهم و صومك سقيم بقدر اشتغالك باتباعهم عن اتباع مالك ناصيتك و ناصيتهم و منها أن تعتبر هل صومك لأجل مجرد الثواب أو لأجل مراد رب الأرباب فإن وجدت نفسك لو لا الثواب الذي ورد في الأخبار و أنه يدفع أخطار النار ما كنت صمت و لا تكلفت الامتناع بالصوم من الطعام و الشراب و المسار فأنت قد عزلت الله جل جلاله عن أنه يستحق الصوم لامتثال أمره و عن أنه جل جلاله أهل للعبادة لعظيم قدره و لو لا الرشوة و البرطيل ما عبدته و لا راعيت حق إحسانه السالف الجزيل و لا حرمة مقامه الأعظم الجليل و منها أن تعتبر صومك إذا كان لك سعة و ثروة في طعام الفطور نشطت لسعته و طيبته و إذا كان طعام فطورك يكفيك و لكنه ما هو بلحم و لا ألوان مختلفة في لذته فتكون غير نشيط في الصوم لعبادة الله جل جلاله به و طاعته فأنت إنما نشطت لأجل الطعام فذلك النشاط الزائد لغير الله المالك الأنعام شبهة في تمام الصيام و منها أن تراعي عقلك و قلبك و جوارحك في زمان الصيام فتكون مستمر النية الخالصة الموصوفة بالتمام و مثال العوارض المانعة من استمرار النيات كثيرة في العبادات و منها أن تصوم بعض النهار بإخلاص النية ثم يعرض لك طعام طيب أو زوجة قد تجملت لك و أنت تحبها أو سفر فيه نفع أو ما جرى هذه الأمور الدنيوية يصير [فصير] إتمام صيام ذلك النهار عندك مستثقلا ما تصدق متى تخلص منه و توعد [ترعد] عنه و أنت تعلم أنك لو أخدمك غلامك و هو مستثقل لخدمتك و مستقيل من طاعتك كان أقرب إلى طردك له و هجرانك و تغير إحسانك و منها أنه إذا عرض لك من فضل الإفطار ما يكون أرجح من صيام المندوب فلا تستحيي [يستحق‏] من متابعة مراد علام الغيوب و أفطر بمقتضى مراده و لا تلتفت إلى من يأخذ ذلك عليك من عباده و مثال هذا أن تكون صائما مندوبا فيدعوك أخ لك في الله جل جلاله إلى طعام قد دعاك إليه فأجب داعي الله جل جلاله و امتثل أمر رسوله [رسول الله‏] ص في ترجيح الإفطار على الصيام و مثال آخر أن تكون صائما مندوبا فترى صومك في بعض النهار و قد أضعفك عن بعض الفروض الواجبة أو ما هو أهم من صوم المندوب فابدأ بالأهم إلى ترك الصيام و عظم ما عظم الله جل جلاله و صغر ما صغر من شريعة الإسلام و لا تقل إن الذين رأوني صائما ما يعلمون عذري في الإفطار يكون صومك في ذلك النهار لأجلهم رياء و كالعبادة لهم من الذنوب الكبار و منها أنه متى عرض لك صارف عن استمرار النية من الأمور الدنيوية التي ليست عذرا صحيحا عند المراضي الإلهية فبادر إلى استدراك هذا الخطر بالتوبة و الندم و إصلاح استمرار نية الإخلاص في الصيام و الاستغاثة بالله جل جلاله على القوة و التوفيق للتمام فإنك متى أهملت تعجيل استدراك الصلاح [الإصلاح‏] صارت تلك الأوقات المهملة سقما في تلك العبادة المرضية أقول و إذا عرض لك ما يحول بينك و بين استمرار نيتك فتذكر أن كلما ينقلك عن طاعتك فإنه كالعدو لك و لمولاك فكيف تؤثر عدوك و عدوه عليه و سيدك يراك و إذا آثرت غيره عليه فمن يقوم لك بما تحتاج إليه في دنياك و أخراك أقول و يكون نية صومك أنك تعبد الله جل جلاله به لأنه عز و جل أهل للعبادة فهذا صوم أهل السعادة.



مفتاح الفلاح، ص 135-136
و في قوله «و ثوابك ابتغيت» تصريح بأنّ‌ فعل الطاعة و العبادة لأجل الثواب أو دفع العقاب، لا يخرجهما عن حدّ الاخلاص، و لا ينافيه بوجه، خلافا لأكثر الأصحاب. بل ادّعى العلاّمة في بعض فوائده الاجماع عليه، حيث قال: اتّفقت العدليّة على أنّ‌ من فعل فعلا لطلب الثواب أو لخوف العقاب، فانّه لا يستحقّ‌ بذلك الفعل ثوابا. و فيه نظر كما سنشير إليه. و الحقّ‌ ما أفاده الشهيد الثاني - قدّس سرّه - في أسرار الصلاة بقوله: وظيفة النيّة العزم على إجابة اللّه تعالى في امتثال أمره بالصلاة و إتمامها، و الكفّ‌ عن نواقضها و مفسداتها، و إخلاص جميع ذلك لوجه اللّه تعالى رجاء ثوابه و طلب القربة منه إن عجزت عن مرتبة عبادته، لكونه أهلا للعبادة التي هي عبادة الأحرار، فاذا فاتتك درجة الأحرار الأبرار، فلا تفتك درجة التجّار، و هو العمل رجاء العوض، فان فاتتك هذه المرتبة فاجلس مع العبيد في مجالستهم و مشاركتهم في مقاصدهم، فانّهم انّما يعملون و يخدمون في الغالب خوفا من الضرب و العقوبة . و هذا منه - رحمه اللّه - صريح في صحّة العبادة إذا أتى بها على هذين الوجهين، و هما أن يطلب بها الثواب، أو يدفع بها العقاب، مع الاشارة إلى أنّ‌ الأولى هو الاتيان بها لكونه تعالى أهلا لها، بحيث لا يخطر بباله سواه، و هو عبادة الأحرار الأبرار. و عن الصادق عليه السّلام: الناس يعبدون اللّه على ثلاثة أصناف: صنف منهم يعبدونه رجاء ثوابه، فتلك عبادة الخدّام، و صنف منهم يعبدونه خوفا من ناره، فتلك عبادة العبيد، و صنف منهم يعبدونه حبّا له، فتلك عبادة الكرام


روض الجنان، ج 1، ص 88

و نقل الشهيد - رحمه اللّه - في قواعده عن الأصحاب بطلان العبادة بهاتين الغايتين. و به قطع السيّد رضي الدين ابن طاوُس - رحمه اللّه - محتجّاً بأنّ‌ قاصد ذلك إنّما قصد الرشوة و البِرطيل، و لم يقصد وجه الربّ‌ الجليل، و هو دالّ‌ على أنّ‌ عمله سقيم و أنّه عبد لئيم. و اختار فيها و في الذكرى الصحّة؛ محتجّاً بأنّ‌ قصد الثواب لا يخرج عن ابتغاء اللّه بالعمل؛ لأنّ‌ الثواب لمّا كان من عند اللّه فمُبتغيه مُبتغٍ‌ وجهَ‌ اللّه، و بأنّ‌ الغرض بها اللّه في الجملة.



**************

موسوعة الشهید الاول، ج 6، ص 24-25

قال في البشرى : لم أعرف نقلاً متواتراً ولا آحاداً يقتضي القصد إلى رفع الحدث أو استباحة الصلاة، لكن علمنا يقيناً أ نّه لا بدّ من نيّة القربة - قال: - وإلّا كان هذا من باب: اسكتوا عمّا سكت الله عنه.

 

روض الجنان، ج 1، ص 89

و قد قال السيّد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوُس: لم أعرف نقلاً متواتراً و لا آحاداً يقتضي القصد إلى رفع الحدث أو استباحة الصلاة لكن علمنا أنّه لا بدّ من نيّة القربة، و إلا كان هذا من باب أُسكتوا عمّا سكت اللّه عنه.



العروة الوثقی (جامعه مدرسین)، ج 2، ص 434

نعم تزيد عليها باعتبار القربة فيها بأن يكون الداعي و المحرّك هو الامتثال و القربة، و لغايات الامتثال درجات: أحدها: و هو أعلاها (1) أن يقصد امتثال أمر اللّٰه لأنّه تعالى أهل للعبادة و الطاعة، و هذا ما أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام (2) بقوله: «إلهي


(1) تقدّم أنّ‌ أعلاها أن يكون الداعي الحبّ‌ كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام. (الحكيم). و أعلى منه درجات أُخر أشارت إلى بعضها ما وردت في صلاة المعراج و مصباح الشريعة. (الإمام الخميني). الظاهر أنّ‌ أمير المؤمنين و أولاده الطيّبين سلام اللّٰه عليهم أجمعين لهم درجات اخرى فوق هذه بأن يعبدوه من غير أن يجعلوا شيئاً غاية ما يقصد و يكون لهم أمر زائد ملحوظ بالتفصيل يكون هو المحرك أو يلاحظ طلب و أمر، بل المحرّك مشاهدة جلال اللّٰه و جماله و شمول عنايته قال عليه السلام: «و أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة و تصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك» قال عليه السلام: «و اللّٰه لقد تجلّى اللّٰه لخلقه في كلامه و لكن لا يبصرون، لحقته حالة في الصلاة حتى خرَّ مغشياً عليه فقال بعدها: ما زلت اردّد الآية حتى سمعتها من قائلها أو من المتكلّم بها فلم يثبت جسمي لعناية قدرته» و يعبده بجذبة قدسيّة منه تعالى و هو في هذه العبادة لا يرى نفسه و داعيه و أمره فهو باُنس روحه و سرّه باللّٰه و محبّته و شوقه يعرج إليه. (الفيروزآبادي). (2) و لا ينبغي أن يدّعيها أحد بعده إلّا معصوم مثله. و المراد أنّ‌ الباعث بالذات إلى عبادتك هو استحقاقك للعبادة بذاتك لا أنّه لا يخاف العقاب و لا يرجو

 

ص 435

ما عبدتك خوفاً من نارك، و لا طمعاً في جنّتك، بل وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك». الثاني: أن يقصد شكر نعمة الّتي لا تحصى. الثالث: أن يقصد به تحصيل رضاه، و الفرار من سخطه. الرابع: أن يقصد به حصول القرب إليه. الخامس: أن يقصد به الثواب (1) و رفع العقاب بأن يكون الداعي إلى امتثال أمره رجاء ثوابه و تخليصه من النار، و أمّا إذا كان قصده ذلك على وجه المعاوضة من دون أن يكون برجاء إثابته (2) تعالى فيشكل صحّته،


الثواب كما هو واضح. و قصد التقرّب إليه يؤكّد هذا المعنى و لا ينافيه، بل هو أعلى الغايات و أشرفها، و هي آخر منازل السالكين و غاية آمال العارفين. (كاشف الغطاء). (1) السادس: أن يكون المقصود من موافقة الأمر الثواب أو دفع العقاب الدنيويّين. (الحكيم). أي الأجر الأُخروي، و أدنى منه قصد الأجر الدنيوي، و هو أيضاً يتفاوت في المرتبة فتارة يكون لمصلحة عامّة و حبّ‌ الخير لنوع الإنسان بل و الحيوان مثل صلاة الاستسقاء و الدعاء للمؤمنين بالمغفرة و نحوها، و أُخرى لمصلحة خاصّة به أو بغيره مثل طلب الشفاء للمريض أو صلاة الليل للرزق و هي أنزل الدرجات، فإنّ‌ صاحبها كالجائع الذي لا يطلب من السلطان إلّا فضل طعامه ليسدّ فورته، لا لأنّ‌ طعام السلطان شرف و كرامة له بحيث لا فرق عنده بين طعام السلطان و غيره. (كاشف الغطاء). (2) بأن يكون المقصود موافقة الأمر مقيّدة بحصول العوض. (الحكيم). الظاهر أنّه مع قصد المعاوضة الرّجاء محقّق، لأنّ‌ قصدها إمّا بالعلم بتحقّق العوض أو رجائه و إلّا لا يتحقّق قصد المعاوضة، فإذا علم حصول أمر دنيوي


ص 436

و ما ورد من صلاة الاستسقاء و صلاة الحاجة إنّما يصحّ‌ إذا كان على الوجه الأوّل.


إذا قصد حصوله بسبب القرب في عبوديّته صحّ‌ العمل. (الفيروزآبادي). العبارة مجملة، و لعلّ‌ المراد أنّ‌ الأغراض الدنيويّة كالاستسقاء و الشفاء إذا كانت باعثة على العمل أوّلاً و بالذات من دون توسيط الطاعة و العبوديّة لم تصحّ‌ العبادة، و إذا كان المقصود القيام بالعبوديّة و الداعي على القيام بها طلب الشفاء و الاستسقاء على نحو داعي الداعي صحّت و يمكن أن يكون طلب المقاصد الدنيويّة مع الاعتقاد و الالتفات إلى أنّها منوطة بمشيئته و لا تحصل إلّا بإرادته أيضاً غير مناف للطاعة و العبوديّة. و لا تقدح في صحّة العبادة و إلّا لما صحّت عبادة أكثر الناس. غايته أنّ‌ العبادة و الطاعة لها مراتب على حسب اختلاف درجات الإيمان و المؤمنين في المعرفة و اليقين. (كاشف الغطاء).















فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است